الأحد، 23 سبتمبر 2012

ابن سيناء المقال الثانى


حياة ابن سيناء :



مضتِ الأيامُ وبلغَ الحسين الثانية والعشرين مِن العمر ، وتوفي الملك نوح بن منصور واضطربت أمورُ الدولة السامنية ، ثم توفي والدُ الحسين عبدالله فحزنِ


الحسين حزناً شديداً ، وأصبحت بخارى مرتعاً لحزنه فقرر الحسين مغادرةَ بخارى فاتجهَ إلى مدينة جرجانية - وهي عاصمة خوارزم وهي تقع على الجانب الشرقي مِن بحرِ قزوين - ، فاستقبلهُ أميرها علي ابن مأمون ورحبَ به وأحسنَ استقباله فقد كانت شهرتهُ الواسعة قد سبقتهُ إلى جرجانية ، وكانَ الأميرُ علي قد أَنشا مجمعاً علمياً يضم صفوةً مِن العلماءِ فضم إليهم الحسين ، وكانَ مِن بينِ العلماءِ العالم أبو الريحان البيروني والفيلسوف أبو سهل المسيحي ، وقررَ الأميرُ علي إعطاء الحسين راتباً يُصرَفُ لهُ في كلِ شهر ، فطابت له الحياة في جرجانية وقرر الحسين البقاءَ بصحبةِ العلماءِ والعظماءِ مع أنهُ كانَ أصغرهم سناً .


أمضى الحسين في جرجانية ما يقاربُ العشرة أعوام كانَ قد بدأ فيها التأليف ، وعندما شارفت السنةُ العاشرة على النهاية بعثَ السلطان محمود الغزنوى برسالة للأمير علي يطلبُ فيها منهُ أن يبعثَ العلماءَ الذين ضمهم في مجمعهِ العلمي إليه ، فجمع الأمير علي العلماء وأخبرهم برسالة السلطان محمود  الغزنوى وقال لهم :" القرار لكم مَن يريدُ منكم الذهابَ للسلطان فليذهب ومن يريدُ منكم البقاءَ فسأحميه ما استطعت ومن يريدُ منكم الرحيلَ فليرحل ".


أدرك الحسين أنه لا مكان له عند السلطان محمود الغزنوى فقد سمِعَ عنه كرهه للعلماء ، فسافرَ هو وصاحبه الفيلسوف أبي سهل المسيحي إلى مدينة جرجان - ومكانها على جانب بحر قزوين - وفي الطريق إعترضتهم عاصفةٌ أودت بحياةِ أبي سهل المسيحي ، فحزُنَ الحسين على صاحبهِ ودفنهُ ومضى في طريقهِ فمرَّ في مدينة طوس و مدينة أبيورد ومدينة نيسابور حتى وصلَ إلى جرجان وكان عمره آن ذاك 32 عاما.

نزل الحسين ضيفاً عندَ الفيلسوف أبي محمد الشيرازي لحينِ عثورهِ على بيتٍ يسكنُ إليه ، ثم وجد الحسين بيتاً مجاوراً لبيتِ أبي محمد الشيرازي فاشتراه ، وبدأَ الحسين بعقد ندواتٍ علميةٍ ، فاجتمع حولهُ عددٌ من التلامذة مِن بينهم أبو عبيدة الجوزجاني .
وذاتَ يوم وصلت للحسين رسالة من والدة الأمير مجد الدولة أمير ري ومكانها قريب من طهران عاصمة إيران - ليسافرَ إليها لعلاجِ ابنها فقد سمعت عن الحسين الكثير ، فذهب الحسين ومعه تلميذه أبو عبيدة الجوزجاني إلى مدينة ري وعالج الحسين الأمير وداواه .


وشاءَ الحظُ أن يأتي إلى ري الأمير شمس الدولة قابوس بن وشمكير أمير همذان فسمع بما فعلهُ الحسين بن عبدالله لابن عمه أمير ري ، فقامَ بمنح الحسين الهدايا وقربهُ إلى مجلسهِ وعندما حان موعد رحيل الأمير شمس الدولة إلى همذان أخذ معه الحسين وعينه رئيساً للوزراءِ على همذان .

أراد الحسين أن يحكم بالعدل والمساواة ولكنهُ لاحظَ أنَّ بعضَ القادة من الجندِ قد تدخلوا في أمور الخراج والأموال غيرَ مبالينَ بالفقراءِ ، فاصدرَ الحسين أمراً يحولُ بينَ القادةِ والخراج فغضبِ القادةُ على الحسين فاقتحموا بيتهُ وسرقوا أغراضه وضربوه ضرباً مبرحاً ثم كبلوه وأخذوه إلى السجن .

 ثم ذهبوا إلى الأمير شمس الدولة ليطلبوا منهُ إعدام الحسين بتهمةِ الخيانة ولكن ذلكَ لم يهن على الأمير شمس الدولة فقد كانَ يعلم أنَّ الحسين لم يفعل شيئاً ولكنهُ لم يستطع الوقوف في وجهِ القادةِ فقامَ بعزل الحسين من منصبهِ ونفيهِ من همذان عوضاً عن إعدامه ، فاتجه الحسين بعد نفيهِ من همذان صوبَ مدينة دهستان وهنالك أصابَ الحسين المرض واشتد عليه فحاول مداواة نفسه وعندما تعافى من المرض عاد إلى مدينة جرجان ، وهنالك لقي مجدداً أبو عبيدة الجوزجاني تلميذهُ القديم فألقى عليه سيرة حياتهِ . 


أصابَ الحسين المرض واشتد عليه فحاول مداواة نفسه وعندما تعافى من المرض عاد إلى مدينة جرجان ، وهنالك لقي مجدداً أبو عبيدة الجوزجاني تلميذهُ القديم فألقى عليه سيرة حياتهِ .

أصاب شمس الدولة أمير همذان مرضٌ عَجِزَ أطبائهُ عن علاجهِ فاستنجدوا بالحسين فذهب الحسين إليهم متناسياً ما فعلوا به ، وعالجَ الأمير شمس الدولة فقامَ الأمير شمس الدولة بالاعتذار لهُ وأعادَ الحسين إلى منصبه .

وبعد مدة خرج الأمير شمس الدولة مع جيشه لغزو إقليم كارم وأبقى الأمير الحسين في همذان ، ولكن المرض لَحِقَ بالأمير شمس الدولة ، فأرجعوه إلى همذان ؛ لكي يعالجهُ الحسين ولكن الأمير لَفَظَ أنفاسهُ الأخيرةَ  في الطريق . 

يتبع ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
 
يدعم الموقع : سفيان سماعيلي
جميع الحقوق محفوظة الخطاب للتوظيف © 2012.
تصميم مدونة التطوير
الموقع يستخدم منتج بلوجر