الأحد، 23 سبتمبر 2012

ابن سيناء (قصص مرضاة - القابه )



وبعدَ وفاةِ الأمير شمس الدولة تولى ابنهُ تاج الدولة الخلافة ، ولم تكن علاقته بالحسين جيدة فقد كان حُسادَ الحسين يتكلمون عن الحسين بكلامٍ سيء ففتح تاج الدولة أذنيه لهم حتى تمكن الحُساد من عزلِ الحسين مِن رئاسة الوزراء .

قد عَلِمَ الحسين أن حُسادَهُ لن يكفوا عن مضايقتهِ حتى يزجوه بالسجن ففرَ الحسين واختبئَ عِندَ صديقهِ أبي غالب العطار ، حتى هدأ الوضع وظنَّ الأمير تاج الدولة أن الحسين قد فرَّ من همذان ، في تلك الأثناء قامَ الحسين ببعث رسالةً سراً إلى الأمير علاء الدولة كاكوية أمير أصفهان يطلبُ فيها تقديم الحماية لهُ ، ولكن الأمير تاج الدولة قد أمسكَ بالرسالة وعَلِمَ أنَّ الحسين ما يزالُ في همذان فقامَ بالتفتيش عنهُ حتى وجدهُ فألقى القبضَ عليهِ وأدخلهُ السجن .


اشتدت العداوةُ بين أمير أصفهان وأمير همذان عندما سَمِعَ أمير أصفهان بأن الحسين في سجن أمير همذان ، فاشتعلت الحرب بينهما وانتهت بفوزِ أمير أصفهان ، ولكن الأمير المنتصر لم يستطع أنْ يَدخُلَ همذان فَرجِعَ إلى أصفهان .

اضطر تاج الدولة خوفاً من أمير أصفهان أن يخرج الحسين من السجن ، فهرب الحسين إلى أصفهان ورحبَ به الأمير علاء الدولة ، ثم اشترى الحسين قصراً في أصفهان وتفرغَ للتأليف أَمِلاً أن يَظلَ بعيداً عن السياسة فاستجابَ علاء الدولة لذلك .

أقامَ الحسين في أصفهان حتى أصبحَ عمره 55 عاماً فأصابهُ مرض آلام المعدة والقولونج ، وأخذَ يُعالج نفسهُ فوصل خبر مرضهِ إلى أخيهِ الحارث فقدمَ إلى أصفهان لرؤيةِ أخيه ، وكان الحسين يحاولُ مداواة نفسهِ فتراهُ أسبوعاً مريضاً وأسبوعاً في حالٍ جيدة ثم ما لَبِثَ أن ركِبَهُ المرض ولم تُجدِ الأدوية نفعاً ، فخرج مع الأمير علاء الدولة إلى همذان أثناءَ حربهِ فاشتدَ عليهِ المرض وأدرك أنها النهاية فاستعدَ للقاءِ ربهِ ، فاغتسل وتفرغَ للصلاةِ والتوبةِ والاستغفار وقراءةِ القرآن فتوفي رحمهُ الله يوم الجمعة في شهر رمضان من عام 428 هجري/ 1037 ميلادي . 

قِصصٌ في مرضاه :
1.. عندما كانَ الحسين في العاشرة من العمر جاء إليه رجلٌ قد وقع من مكان عال فـتـزحزحت عظامه ، فأتاهُ يطلبُ مساعدتهُ فطلبَ الحسين من أخيه الحارث أن يُحضِرَ لهُ بقرةً عطشا ، فأحضرها أخوهُ وأجلسَ الرجُلَ على ظهرها وجعلَ البقرة تشربُ المياه ، فعندما شربت المياه انتفخ بطنها فأرجعت عظام الرجل إلى مكانها فتوقف الشعور بالألم.

2..أصيب مرة أميرٌ شاب بمرضٍ عصبي وامتنعَ عن تناول الطعام ، وتوهم بأنه بقرة وأخذ يصرخُ مطالباً الحرس بذبحهِ وإطعامهِ للناس ، فلما استنجد أهله بالحسين لمعالجتهِ ، قصد الحسين بيت الأمير ومعهُ عددٌ من تلامذتهِ فتناول الحسين سكيناً حادة بعد أن عرف مرض الشاب وقال :" أين هي البقرة التي تريدون ذبحها؟" ، ثم تقدم نحو الأمير وأخذ يتحسس جسمهُ وعنقهُ بالسكين موهماً إياه أنهُ يريد ذبحه ثم قال الحسين هذه بقرةٌ نحيفة هزيلة اعلفوها أولاً حتى تسمن ، فانصاع الأمير لرغبة الحسين فبدأ بتناول الطعام وكان الحسين قد دس في الطعام الدواء ، وبذلك استطاع الحسين أن يتفهم واقع الشاب النفسي وعالجه من هذا المنطلق .

3..حدث أن أحد أبناء الأمراء أصيبَ بمرضٍ غريب وبدأ جسمهُ يهزل حتى عَجِزَ عنهُ الأطباء ، فاستدعت والدتهُ الحسين لعلاجِهِ ، فبعدما درس واقع الحال طَلَبَ من الأميرة إحضار خادمة تعرف المدينة شبراً شبرا ، وطلب من الخادمة أن تذكر أسماء المناطق والأحياء ، فبدأ الحسين يتحسس نبضه سرعتها أو رتابتها فلاحظ أن الشاب بدأ نبضه يتسارع عندما ذكرت منطقة ما ، فطلب الحسين من الخادمة أن تذكر أسماء بنات الحي والمنطقة ، فبدأت الخادمة تسرد الأسماء وكان النبض طبيعيا إلى أن ذكرت اسم فتاة معينة فتسارع نبضه ، فقال الحسين لأم الأمير : " إن ابنك غير مريض فقط زوجوه تلك الفتاة !!!".

ألقابه :
لقب الحسين بألقاب كثيرة منها الطبيب الحاذق والشيخ الرئيس وابن سينا والمعلم الثالث وأمير الأطباء ولقب بألقاب أخرى كثيرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
 
يدعم الموقع : سفيان سماعيلي
جميع الحقوق محفوظة الخطاب للتوظيف © 2012.
تصميم مدونة التطوير
الموقع يستخدم منتج بلوجر