وبعدَ
وفاةِ الأمير شمس الدولة تولى ابنهُ تاج الدولة الخلافة ، ولم تكن علاقته بالحسين
جيدة فقد كان حُسادَ الحسين يتكلمون عن الحسين بكلامٍ سيء ففتح تاج الدولة أذنيه
لهم حتى تمكن الحُساد من عزلِ الحسين مِن رئاسة الوزراء .
قد عَلِمَ الحسين أن
حُسادَهُ لن يكفوا عن مضايقتهِ حتى يزجوه بالسجن ففرَ الحسين واختبئَ عِندَ صديقهِ
أبي غالب العطار ، حتى هدأ الوضع وظنَّ الأمير
تاج الدولة أن الحسين قد فرَّ من همذان ، في تلك الأثناء قامَ الحسين ببعث رسالةً
سراً إلى الأمير علاء الدولة كاكوية أمير أصفهان يطلبُ فيها تقديم الحماية لهُ ،
ولكن الأمير تاج الدولة قد أمسكَ بالرسالة وعَلِمَ أنَّ الحسين ما يزالُ في همذان
فقامَ بالتفتيش عنهُ حتى وجدهُ فألقى القبضَ عليهِ وأدخلهُ السجن .
اشتدت العداوةُ
بين أمير أصفهان وأمير همذان عندما سَمِعَ أمير أصفهان بأن الحسين في سجن أمير
همذان ، فاشتعلت الحرب بينهما وانتهت بفوزِ أمير أصفهان ، ولكن الأمير المنتصر لم
يستطع أنْ يَدخُلَ همذان فَرجِعَ إلى أصفهان .
اضطر
تاج الدولة خوفاً من أمير أصفهان أن يخرج الحسين من السجن ، فهرب الحسين إلى
أصفهان ورحبَ به الأمير علاء الدولة ، ثم اشترى الحسين قصراً في أصفهان وتفرغَ
للتأليف أَمِلاً أن يَظلَ بعيداً عن السياسة فاستجابَ علاء الدولة لذلك .
أقامَ الحسين في أصفهان حتى أصبحَ عمره 55 عاماً
فأصابهُ مرض آلام المعدة والقولونج ، وأخذَ يُعالج نفسهُ فوصل خبر مرضهِ إلى أخيهِ
الحارث فقدمَ إلى أصفهان لرؤيةِ أخيه ، وكان الحسين يحاولُ مداواة نفسهِ فتراهُ
أسبوعاً مريضاً وأسبوعاً في حالٍ جيدة ثم ما لَبِثَ أن ركِبَهُ المرض ولم تُجدِ
الأدوية نفعاً ، فخرج مع الأمير علاء الدولة إلى همذان أثناءَ حربهِ فاشتدَ عليهِ
المرض وأدرك أنها النهاية فاستعدَ للقاءِ ربهِ ، فاغتسل وتفرغَ للصلاةِ والتوبةِ والاستغفار
وقراءةِ القرآن فتوفي رحمهُ الله يوم الجمعة في شهر رمضان من عام 428 هجري/ 1037
ميلادي .
قِصصٌ في مرضاه :
1..
عندما كانَ الحسين في العاشرة من العمر جاء إليه رجلٌ قد وقع من مكان عال فـتـزحزحت
عظامه ، فأتاهُ يطلبُ مساعدتهُ فطلبَ الحسين من أخيه الحارث أن يُحضِرَ لهُ بقرةً
عطشا ، فأحضرها أخوهُ وأجلسَ الرجُلَ على ظهرها وجعلَ البقرة تشربُ المياه ،
فعندما شربت المياه انتفخ بطنها فأرجعت عظام الرجل إلى مكانها فتوقف الشعور بالألم.
2..أصيب
مرة أميرٌ شاب بمرضٍ عصبي وامتنعَ عن تناول الطعام ، وتوهم بأنه بقرة وأخذ يصرخُ
مطالباً الحرس بذبحهِ وإطعامهِ للناس ، فلما استنجد أهله بالحسين لمعالجتهِ ، قصد
الحسين بيت الأمير ومعهُ عددٌ من تلامذتهِ فتناول الحسين سكيناً حادة بعد أن عرف
مرض الشاب وقال :" أين هي البقرة التي تريدون ذبحها؟" ، ثم تقدم نحو
الأمير وأخذ يتحسس جسمهُ وعنقهُ بالسكين موهماً إياه أنهُ يريد ذبحه ثم قال الحسين
هذه بقرةٌ نحيفة هزيلة اعلفوها أولاً حتى تسمن ، فانصاع الأمير لرغبة الحسين فبدأ
بتناول الطعام وكان الحسين قد دس في الطعام الدواء ، وبذلك استطاع الحسين أن يتفهم
واقع الشاب النفسي وعالجه من هذا المنطلق .
3..حدث
أن أحد أبناء الأمراء أصيبَ بمرضٍ غريب وبدأ جسمهُ يهزل حتى عَجِزَ عنهُ الأطباء ،
فاستدعت والدتهُ الحسين لعلاجِهِ ، فبعدما درس واقع الحال طَلَبَ من الأميرة إحضار
خادمة تعرف المدينة شبراً شبرا ، وطلب من الخادمة أن تذكر أسماء المناطق والأحياء
، فبدأ الحسين يتحسس نبضه سرعتها أو رتابتها فلاحظ أن الشاب بدأ نبضه يتسارع عندما
ذكرت منطقة ما ، فطلب الحسين من الخادمة أن تذكر أسماء بنات الحي والمنطقة ، فبدأت
الخادمة تسرد الأسماء وكان النبض طبيعيا إلى أن ذكرت اسم فتاة معينة فتسارع نبضه ،
فقال الحسين لأم الأمير : " إن ابنك غير مريض فقط زوجوه تلك الفتاة !!!".
ألقابه :
لقب
الحسين بألقاب كثيرة منها الطبيب الحاذق والشيخ الرئيس
وابن سينا والمعلم الثالث وأمير الأطباء ولقب
بألقاب أخرى كثيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق