الأحد، 23 سبتمبر 2012

نبذة عن حياة ابن سيناء ( الشيخ الرئيس )



 نبذه عن حياته :
هو أبو علي الحسين بِن عبد الله بِن الحسن بِن علي بِن سينا، كانَ أبوه عَبدُ الله مِن مدينة بَلَخْ - وهي مدينةٌ مشهورةٌ بِخَرَسان ذاتُ خيراتٍ كثيرة - وأمه مِن مدينة  أَفِشنة الفارسية ، وقد وُلِدَ الحسين وأخوه الحارث فيها - وهي تَقعُ قرب بخارى التي هي أوزبكستان الآن  . ولِدَ الحسين  في شهرِ صفرْ مِن عامِ 370 هجري /981 ميلادي ، وكانَ أبوه رجلاً فاحِشَ الثراء ، فلقد عَينهُ الملك نوح بِن منصور- وهو من الملوك الساميين- والياً على مدينة أَفِشنة.


انتقل عبدالله والدُ الحسين إلى مدينة بخارى وسكن في قصرٍ مِن قصورها، وقد كان الحسين مُنذُ صِغَرهِ شغوفاً للقراءةِ والمطالعة فشجعه أبوه على ذلك واحضر لهُ الشيوخَ والمدَرِسين لتعليمه وهو في السادسة مِن العُمر ، وعِندما بَلَغَ العاشِرة مِنَ العمر كان قد أتَمَّ حِفْظَ القُرآنِ الكَريم وتقدمَ تقدماً كبيراً في دراسة الأدب ، فوجههُ أَبوهُ بعد ذلِك إلى دراسة علمِ الفقه على يد الشيخ ( إسماعيل الزاهد) فأخذَ عنهُ الشيءَ الكثيرَ الكثير حتى أنه تفوقَ على شيخهِ في علمِ الفقه .

بعدما أتَمَّ الحسين علوم الفقهِ وتقدمَ في دراسةِ الأدبْ وفي مَجالِ الطب أرادَ الحسين تعلم حِسابْ الهند مِن خِلال كُتب الخوارزمي ، فقامَ عبدالله بإرسال الحسين إلى رجلٍ يعرفه تُوجدُ عِندهُ بعضٌ مِن كُتبِ الخوارزمي ، وقد كان هذا الرجلُ فقيراً يبيعُ البصل ، ووافق هذا الرجل على تدريس الحسين فعكفَ الحسين على دراسةِ الكتب عندَ هذا الرجل بِضعة أَشهر حتى تَعلّمها .
 في ذلكَ الوقت جاءَ إلى مدينة بخارى عالمٌ يُدعى ( أبو عبد الله الناتليْ ) فطلب الحسين مِن أَبيه أنْ يستقبِلَهُ في قصره ، فوافق عبد الله وقامَ بدعوته إلى قصره وطلبَ مِنهُ أنْ يكونَ أستاذاً لابنه فوافق أبو عبدالله الناتليْ على ذلك . 

بدأ أبو عبدالله الناتليْ مع الحسين بكتاب ( إيسا غوجي ) أي المدخَل إلى علم المنطق وهو كتاب لأرسطو - فيلسوف اليونان الأكبر – فأخذ الحسين يدرس منطق أرسطو على يدي أبو عبدالله الناتليْ وعكفَ على ذلك بِضعةَ أَشهر ، وعندما انتهى من هذا الكتاب قال له الناتليْ :" أنت الآن يا بني جاهزٌ لدراسة علم الهيئة لبطليموس ثُمَ الأصول الهندسية لإقليدس " ، فقام الحسين بدراسة هذه الكتب حتى أتَمَّ هذِه العلوم جميعها ، فقام أبو عبدالله الناتليْ بتدريس الحسين المقولات الفلسفية لليونان حتى أتَمَّ الحسين جميع هذهِ العلوم ولم يكد قد بلغ من العمر الرابعة عشر ، ومرة أخرى تفوق التلميذُ على أُستاذه حيثُ قامَ  بفك الرموز والألغاز التي كانت مُستعصية على الشيخ الناتليْ .

بعدما أنهى الحسين جميع العلوم التي درَّسها عليه الشيخ أبو عبدالله الناتليْ أرادَ الحسين أنْ يتعمقَ في الطب فطلبَ مِن أبيهِ أنْ يُرسِلَهُ لِدراسةِ الطب عند بعض الأطباءِ المعروفين مثل الحسين بن نوح القمريْ وأبي سهل المسيب - وهما طبيبا الملك نوح بن منصور –  ، فقام عبدالله والد الحسين بإرساله إليهما فأمضى ثلاث سنين وهو يتعلم الطبَّ النظريْ والعمليْ عند أُستاذَيّهِ ، فبعدما أنهى .

دِراسته للطب وضع الحسين كُلَّ معرِفتهُ بالطب لمعالجة الفقراء دونَ أخذ أجورٍ منهم ، وبدأَ الحسين بممارسة مهنة الطب ومعالجة الفقراء حتى أنَّ الناس كانوا يلقبونه بالطبيب الحاذق ، وعندما أصبح الحسين في السادسة عشرة توصل إلى كثير مِن العلاجات الجديدة لأمراض كانت مستعصية قبلاً.

في تلكَ الأيام انتشرَ المرضُ في بخارى ، وكانَ الأطِباءُ قليلون فبدئوا بِزيادةِ الأجرِ فأخذَ الحسين بمعالجة الفقراء دونما أَجر ، فأصبحتْ شُهرته واسعةً جداً ، ومِن بين المرضى كانَ هنالِك الملك نوح بن منصور فحاول طبيباه الحسين بن نوح القمري وأبي سهل المسيْب بمعالجتهِ ، وعندما يَئِسَ الطبيبان في معالجته أَشاروا إلى الملكِ نوح بن منصور بالحسين فأمرَ الملِكُ نوح بإحضار الحسين ، فأَحضروا لهُ الحسين فقام بفحصهِ وأعطاهُ الدواءَ المناسب ، وبعد مدة من الزمن شُفِيَّ الملِكُ نوح فقام بضم الحسين لأطبائِه ، وقال لهُ :" تمنَّ عليْ ؟" فقالَ الحسين :" سمعت أن عندك يا مولاي مكتبةً ضخمةً فإذا سَمحتَ لي بقراءة ما في مكتبتك أكُن شاكراً " ، فوافق الملِكُ نوح على ذلك برحابةِ صدرْ .

بدأ الحسين بِقراءةِ الكتب في مكتبة الملك نوح بن منصور حتى وصَلَ في قِراءته إلى كِتاب ( ما بعد الطبيعة  لأرسطو فعجِزَ عَن فهمهِ وعَجِزَ عَن فهمِ غرض أرسطو منه ، فأعادَ الحسين قراءتَهُ مرةً بعد مرة ولم يفهمهُ حتى أنه قد حَفِظَ الكتاب غيباً من كُثرِ قراءتهِ لهُ وعندها اهتزتْ ثِقَتُهُ بنفسه وبِذكائه ، وذاتَ يوم كان الحسين يتمشى بحيٍ  يدعى حي الوراقين فمر بدلالِ كتبٍ ينادي بمجلدٍ في يده يعرضُهُ للبيع فاشتراه الحسين لــمَّـا رأى أنَّ الدلالَ بحاجةٍ إلى المال دونَ أنْ ينظرَ إلى عنوانِ الكتاب أو ما فيه .

 فعادَ إلى قصرِ أبيه ووضعهُ أمامه وقرأَ عنوانَه فاندهشْ فقد كانَ عِنوانُ الكتاب شرحُ كِتابِ ما بعدَ الطبيعةِ لأرسطو للفيلسوف أبي نصر الفارابي ، فحمد الله وقام بِقراءة الكتاب حتى فَهِمَ كُلَ ما عَجِزَ عَن فهمه مِن قبل ، وعِندما أُذِنَ لصلاة الفجر قامَ الحسين وذهب للمسجدِ وصلى الفجر ولمــَّا انتهى مِن الصلاة خرجَ مِن المسجدِ وذهبَ وتصدقَ بكثيرٍ من المالِ على الفقراء شاكراً الله على نعمتهِ عليه .

يتبــــــــــــــــــــــع ........


هناك تعليق واحد:

  1. How to make money from playing casino games - WorkTomake
    Here you will find the basics of casino games. You งานออนไลน์ will find the most popular casino 메리트카지노 games such as 제왕카지노 roulette, blackjack and

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
 
يدعم الموقع : سفيان سماعيلي
جميع الحقوق محفوظة الخطاب للتوظيف © 2012.
تصميم مدونة التطوير
الموقع يستخدم منتج بلوجر